داء الكلب فى البشر Rabies in humans

سلام الله عليكم موضوعنا شيّق جداً وحدث بالفعل تنويه هام : أصحاب المشاعر المرهفة ومرضى القلب يمتنعون  داء الكلب فى...

سلام الله عليكم

موضوعنا شيّق جداً وحدث بالفعل

تنويه هام :

أصحاب المشاعر المرهفة ومرضى القلب يمتنعون 

داء الكلب فى البشر

rabies in humans

*************************

سأحكى لكم الموضوع كما حدثتنى به صاحبته بدون زيادة أو مبالغة .

كنت فى ذات يوم فى نبطشية مسائية حتى الصباح فى إحدى المستشفيات الكبرى فى القاهرة ، وكالعادة كنت أتفقد المرضى ذوى الحالات الحرجة والحالات التى يرى فيها الأطباء رحمة الله فقط حيث يعجز الطب نهائياً ..

وفى ذات ليلة :

سمعت صراخ رجلاً يدوى لأول مرة أسمع مثل هذا الصوت .

فذهبت إلى مكتب الإستقبال فى القسم نفسه لأسأل عن الحالة :

فوجدت إمرأة فاضلة تتمشى فى الطرقات ، وسألتها عن مصدر الصوت من أى غرفة يأتى بما أنها مرافقة لأحد المرضى ؛

وكانت المفاجأة :

قالت لى إنها طبيبة أخصائية غذائية وهذا الرجل الذى يصرخ زوجها 

فبالطبع سألتها عن أى مساعدة فوراً أنا مستعدة ، فسألتنى إن كان وقتى يسمح لأن تروى لى ما حدث .. طبعاً قلت لها كُلى أذانٌ صاغية تفضلى :

وبدأت تروى قصتها العجيبة : قالت :

كان زوجى ضابطاً فى القوات المسلحة هو وصديق طفولته فى الدراسة كانا معاً من الإبتدائية حتى تخرجا من الكلية العسكرية وكانا فرحين بهذا القدر الذى جمعهما حتى نهاية المطاف " ألا وهى الوظيفة "

ضابطين فى الجيش .

وذات يوم كان زوجها يدرب إحدى الكلاب البوليسية فعضه الكلب

مصاب بداء السُعار ولا أحد يدرى :

  كلب مصاب بداء السُعار                عضة كلب مصاب بداء السُعار                       

عضه فى قدمه خلف الساق تسمى بالعامية " السمانة " ، فلم يصاب بأى جرح ولا حتى خدش بسيط ، ولم يبالى الزوج وأنهى عمله وعاد إلى بيته .

ونسى حتى أن يحكى لزوجته وانتهى اليوم على خير .

وبعد ثلاثة أسابيع أحس بسخونة وحرقان ليس مكان عضة الكلب فى "السِمّانة " ولكن من الأمام فى منتصف الساق بالضبط فى قدمه اليمنى

 " أى فى منتصف قصبة الساق "

لم يهتم أيضاً حتى ظهرت بقعة حمراء تؤلمه مع احتياج شديد للهرش فى نفس المكان .

 وبعد أيام تطور الموضوع إلى إلتهاب حاد كان أثره زيارة العديد من أطباء الأمراض الجلدية ولكن دون جدوى مع كثرة الأدوية .

وبعد ثلاثة أشهر من المعاناة الشديدة التى أقعدته عن العمل وسافر إلى ألمانيا عند طبيب مشهور وجراح " شاطر " إكتشف أنه أصاب بغرغرينة

رجل مصاب بداء الكلب " السعُار " بعد تطور الحالة

 ولابد من بتر القدم ! حاولوا بكل الطرق أن يستأصلوا مكان الإصابة حتى لا تبتر قدمه وبالفعل أوقفت الغرغرينة تمددها للأنسجة المحيطة ولكن العلاج سيستمر طويلاً ..

وتابعت الزوجة :

 تحملنا الكثير من النفقات وكنا من الأغنياء حتى بعنا أثاث المنزل وتهرب منا أقاربنا بعد مساعدتهم لنا .. فلم نعد نحتمل الإقامة فى ألمانيا ونزلنا إلى القاهرة مع ممرضة خاصة بالطبيب الجرّاح الشاطر ..

 وكانت تأتى يوم بعد يوم تغير على الجرح وتعطى له الحقن فى مواعيدها .. بالمناسبة الجراح الشاطر يمتلك عيادة فى أفخم أبراج على النيل ..

وتتابع الزوجة :

 وفى يوم رأيت أن قدمه الثانية حدث فيها فى نفس المكان ما حدث للأخرى بسرعة رهيبة .. فتحدثت إلى الطبيب وجاء بنفسه وممرضته وأعطى لها الكثير من الحقن والعلاجات وضمدت الجراح بالشاش المعقم وقالت لى ألّا أقترب من الجرح حتى ميعاد الزيارة وانصرفا .. 

بعد يومين إشتد الألم على زوجى وأصبح صراخه كما تسمعين 

حاولت الإتصال بالطبيب فلم أجده ولا ممرضته وذهبت إلى عيادته الفخمة فقال لى البواب أنه غير مقيم وكان مستأجر الشقة لبحث حالة نادرة وعمل دكتوراه ! ، وسافر من يومين ولن يعود ..

دارت بى الدنيا ولم أعرف ماذا أفعل ؟ كلما طرقت باب طبيب يهرب من الحالة فوراً .. ولمَّا زاد الألم جداً كشفت عن مكان الجِراح ووجدت العجب .. وجدت مكان الجراح فيه حركة غريبة ولون الجرح أبيض تماماً ..

وعندما اقتربت لأعرف ما هذه الحركة وجدت  " دود " نعم : دود " يتحرك بسرعة غريبة ويأكل فى قدم زوجى ولم أقل له ما رأيته .. وهرولت مسرعة إلى الأدوية فلم أجد إلا ماء الأوكسجين المطهر فأفرغت ثلاثة زجاجات على كل قدم حتى أوقف هذا المشهد المهول وبعد ذلك جئت به إلى هنا من أمس وحار الأطبار فى حالته .

وتم نقله فى قسم الحالات الخطرة حتى سمعتى صوت صراخه الأشبه بالعواء فى النهاية ، ولا أدرى ماذا سيحدث بعد .

أما المفاجأة الثانية :

قالت الطبيبة الزوجة وبكل ثبات راضية بقضاء الله :

أما عن صديق زوجى الأكثر من أخ له : لم يفارقنا حتى فى سفرنا وفى يوم ما عندما عدنا إلى القاهرة غاب اسبوع كامل .. فلما سألت عنه قالوا لى :

 أن أصابته عدوى من زوجى ولكن فى الجهاز العصبى المركزى ..

فيرس داء الكلب فى الجهاز العصبى

 وبدأت أحواله تتغير ..

شكل مريض داء الكلب فى بداية تطور حالته

 اعتزل الناس وأغلق على نفسه غرفته وبدأ صوته يتغير ليلاً من شدة الآلام لصوت يشبه عواء الكلب

ورفض أن يذهب إلى أى طبيب وفى آخر إسبوع لم يغادر غرفته ولما صمم أهل بيته على دخول الغرفة وجدوها محكمة الغلق بكل أثاث الغرفة من دولاب وسرير إلخ ... ولما فتحوا عليه باب الغرفة بعد عذاب وجدوا ملامحه متغيرة تماماً وصوته أيضاً عواء مستمر ... وهدد بأن من يقترب منه سيطلق النار على نفسه ..

 وكانت هذه النهاية ..أطلق النارعلى رأسه وارتاح .. ونحن ما زلنا نجهل مصيرنا ..

وإلى هنا إنتهت قصة الطبيبة الحائرة

......................................................

إنتهت القصة

وأعتذر عن الإطالة رغم اجتهادى فى اختصار الأحداث المؤلمة 

وحدثت هذه القصة الغريبة فى عام 2006 وحضرتها أنا شخصياً فى مستشفى هليوبوليس بالقاهرة

د. أمانى سيف الدين الأزرق