علاج إكتئاب ما بعد الولادة

أمر لابد منه لكل الحوامل وبعد الولادة التعرض للإكتئاب نظراً لتغيير الهرمونات الذى يعتبر أشد من آلام الحمل والولادة حقاً إن الألم الجسدى له...

أمر لابد منه لكل الحوامل وبعد الولادة التعرض للإكتئاب نظراً لتغيير الهرمونات الذى يعتبر أشد من آلام الحمل والولادة حقاً إن الألم الجسدى له علاج سريع وإن كان ألماً حاداً وشديد أما الألم النفسى الذى يسببه الإكتئاب فـ له علاجات من نوع خاص وعلى الزوج أن يعلمه قبل الزوجة ..

 لأن المصاب بالإكتئاب غالباً لا يشعر به ويلاحظه المقربون منه .. فلابد من أخذ الحيطة والحذر لأن الإكتئاب إذا أُهمل فى بدايته تكون العواقب غير مستحبة وشئتم أم أبيتم لابد من العلاج والمعاملة بطرق غير اعتيادية مع المصاب وخاصة المرأة الحامل أو بعد الولادة مباشرةً . 

**********

عزيزى الرجل المتزوج ..

من المهم جداً لك ولعائلتك أن تعلم بهذه الحقيقة وتتعلم كيفية التعامل مع حالة الزوجة المصابة بالإكتئاب سواء كان السبب الحمل أو إكتئاب ما بعد الولادة ..

 ومن الضرورى أيضاً أن تتذكر : أنه قد يستغرق العلاج وقتاً طويلاً للتعافى تماماً من هذه الحالة .. فى الحقيقة هذا أمر واقع ولا مفر منه ولابد من الحرص .. كل الحرص على المريضة حتى لا تتدهور حالاتها وخاصةً أن الكثير من النساء لا تبوح بما يحدث فى داخلها للزوج أو المقربين وتتحمل بمفردها آلام وعقبات نفسية بسبب تغيير الهرمونات وإن كانت بسبب الدورة الشهرة وهذه أبسط مثل .

**********

الدعم والمشورة

الخطوة الأولى هى الأكثر أهمية فى كيفية التعامل وعلاج اكتئاب ما بعد الولادة وهذه الخطوة هى الإعتراف وعدم الإنكار أو الخجل من كلمة الإكتئاب من الزوج واتخاذ إجراءات صحيحة للتعامل معها حتى تمر هذه الفترة بدون أدنى مشكلة تقع على الأسرة كلها ..

لابد ومن الضرورى دعم وفهم شريكة حياتك .. والعائلة أيضاً لابد أن تكون على علم أو أحد الأصدقاء المقربين لعل منهم من له دوراً مهماً فى العلاج الناجح وأثراً كبيراً فى العلاج وتخطى هذه المرحلة بذكاء من الجميع .. لأن هذا المرض العارض هو للأسف تصاب به كل سيدة حامل وبعد الولادة قد يزيد المرض أكثر من أوقات الحمل ..

من الضرورى جداً عزيزتى الزوجة أن تتحدثى إلى أحد المقربين لكى عن كل ما تشعرى به من تغييرات فى هذه المرحلة .. فهذا الحديث سوف يقلل كثيراً من التوتر .. وخاصةً الحديث مع الزوج حتى يتفهم ما تشعرين به لأنه من الممكن أن يستبعد هذا الأمر كله إذا لم تحكى له عن ما بداخلك حتى يسهل عليه دعمك وأخذ المشورة من المختصين وعدم إهمال الأمر من كلاكما ..

أثبتت الدراسات الحديثة أن مساعدة مريض الإكتئاب فى تفهم حالته والتعامل جيداً بدون الضغط عليه من جانب أمور الحياة .. إن هذه المعاملة الحسنة هى واحدة من أهم العلاجات الرئيسية للإكتئاب الخفيف ..

إذا كانت الحالة شديدة على الزوجة والزوج أن يتفهما الموقف ويخرجان نفسهما من الفتوى فى أمر العلاج لابد من الذهاب إلى الطبيب المختص لأنه الوحيد الذى يتعامل مع الحالة جيداً ويصف العلاج المناسب لها ..

لابد من كل الأطراف قراءة المزيد عن الإكتئاب وأعراضه وعلاجه حتى تصبح الحالة طبيعية لأن الكثير من الناس فى جميع أنحاء العالم يعانون من مرض الإكتئاب بدرجاته

.. 

**********

العلاج النفسى

عادةً ما ينصح الأطباء والمختصين بالعلاج النفسى وهو تفهُّم الحالة والتعرف على مرض الإكتئاب كما ذكرت آنفاً .. ولكن هذا النوع من العلاج يصلح لحالة اكتئاب ما بعد الولادة من الدرجة الخفيفة وبشرط أن تكون الزوجة ليس لها تاريخ سابق من هذه الظروف الصحية الخاصة بالعصبية أولاً ومن ثم العقلية .

*********

المساعدة الذاتية 

إذا كانت درجة الإكتئاب خفيفة أو شبه محتملة فعليكِ عزيزتى الزوجة الأم أن تهتمى بنفسك ولا تهملى حالك وتحاولى دائماً البحث عن ما يريح أعصابك تجنبى أى مشكلات مثل التى تحدث لدى الجميع لا تفكرى إلا فى صحتك وصحة المولود .. إلى جانب الإطلاع الدائم والقراءة لمعرفة كيفية التعامل مع حالات الإكتئاب .. فهذا قد يفيد كثيراً فى المساعدة الذاتية لتخطى عقبات المرض .

***********

العلاج الحديث 

وهذا النوع من العلاج يتبعه المثقفين الذين لا يخجلون من الإعتراف بهذا المرض وهو التحدث مع الطبيب المختص عن ما تشعر به المريضة بدون أى خجل حتى يستطيع وضع برنامج هام وتشجيعى للتعامل مع أى مشكلة قد تحدث بكل إيجابية وبدون عصبية أو انهيار أو بكاء وانطواء أو جلد الذات بمعاقبتها .. إلخ مما يحدث من أعراض الإكتئاب ..

ومن ضمن العلاج الحديث .. العلاج السلوكى المعرفى

ومن إحدى خطوات هذا العلاج أن الزوجة تتحدث بحرية مطلقة مع أحد المقربين لتقييم آدائها إن كانت حالتها فى تحسن أو كما هى أو تزداد للأسوأ .. فمراقبة السلوك هام جداً ..

 ولابد أن تعلم الزوجة علم اليقين أنها بشر وكل البشر يخطئون ولا تحاول أن تبذل أكثر من جهدها لتكون الزوجة والأم المثالية .. فهذا يستحيل فى مرحلة ما بعد الولادة لدى جميع النساء فى العالم بأسره .

********

مضادات الإكتئاب والرضاعة الطبيعية 

مثبطات امتصاص السيروتونين الإنتقائية ( إس إس آر آى S S R I ) ..

هذا نوع من أنواع مضادات الإكتئاب الذى ينصح به للأم التى ترضع رضاعة طبيعية ..

 يوجد أنواع من إس إس آر آى يجب على الأم تجنب الرضاعة تماماً والطبيب المعالج هو الذى يوضح بالتفصيل أى نوع تحتاجه الحالة التى بين يديه .. 

لابد على الأم أن توضح للطبيب إذا كانت ترضع طفلها رضاعة طبيعية أنها ترتاح نفسياً وهى ترضع طفلها حتى يصف لها العلاج المناسب .

***********

رجاءً من الجميع .. عدم إهمال علاج اكتئاب ما بعد الولادة

حتى لا تطور الحالة إلى اكتئاب شديد جداً إذا أُهمل من بدايته .. لأن هذه الحالة إن تطورت فعلاجها يكون صعباً جداً وقد يتم تحويل المريضة إلى العلاج النفسى فى المستشفى إذا كانت الحالة شديدة أو إذا كانت لا تستجيب للعلاج .. وعادةً يكون المعالجين فريق من الأطباء النفسيين وعلماء النفس والممرضين المختصين .. 

إذا لاحظ الزوج أن الإكتئاب شديد لدرجة أن الزوجة ممكن تؤذى نفسها أو طفلها فبذلك يكون الجميع عرضة لخطر داهم .. وكل ما على الزوج أن يذهب بزوجته لأقرب طبيب مختص ليحدد كيفية التوجه للمكان المناسب سواء العودة إلى المنزل بالعلاج المناسب أو دخول المستشفى حفاظاً على الجميع ..

 ومن الممكن أن يكون الطفل مع الأم أثناء فترة العلاج لأنها ستكون تحت الملاحظة والرقابة الجيدة والعلاج الأنسب لها .. وإذا كان الزوج متفهم للحالة جيداً فليسرع بالزوجة إلى المنزل مع أخذ الحذر والعناية التامة من أحد المقربين باستمرار ليل ونهار حتى تمر هذه الأزمة بسلام ..

********

الإهمال فى علاج اكتئاب ما بعد الولادة

قد يؤدى إلى الإصابة بأمراض عقلية مثل الذهان وهو :

 ( عدم القدرة على معرفة الفرق بين الواقع والخيال ) ..

 وهذا المرض يسمى بالذهان النفاسى وإذا كان هذا العرض يحدث يصف الطبيب لهذه الحالة الليثيوم .. وهو أحد مضادات الذهان أو نوع من أنواع أدوية الصرع ( وهذا يساعد كثيراً على مكافحة أعراض الذهان ) ومسكن للآلام .. وأيضاً حبوب البنزوديازيبين للمساعدة على الإسترخاء .. لكن كل هذه الأدوية لا يمكن معها الرضاعة الطبيعية .

********

بسبب هذه التطورات الأخيرة 

أناشد الزوج والزوجة التعامل جيداً مع أى أعراض تطرأ مبكراً قبل فوات الأوان .

أتمنى لكل حامل الولادة اليسيرة والصحة التامة للأم وللمولود دائماً .

د. أمانى سيف الدين الأزرق