أسرار العلاقة بين أمراض القلب وضعف الإنتصاب

أسرار العلاقة بين أمراض القلب وضعف الإنتصاب تقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 16 مليونا من الوفيات التي تحدث حول العالم ترجع ...

أسرار العلاقة بين أمراض القلب وضعف الإنتصاب

تقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 16 مليونا من الوفيات التي تحدث حول العالم ترجع لأمراض القلب وتمثل هذه الوفيات نحو 30% من نسبة الوفيات العالمية ، ولا تعتبر أمراض القلب الآن من أمراض العالم المتقدم فقط ، حيث تحدث 80% من وفيات أمراض القلب في الدول النامية ، وبحلول عام 2016 سوف تصبح وفيات امراض القلب السب الأول في هذه الدول ، ومن ناحية أخري ينجو نحو 20 مليون شخص من الأزمات القلبية والسكتات الدماغية ويحتاج هؤلاء المرضي لرعاية طبية عالية الكلفة . وجدير بالذكر أن نحو نصف هذه الوفيات تحدث دون مقدمات مرضية أو تاريخ مرضي مسبق لأمراض القلب والأوعية الدموية بالرغم من أن عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب أمكن الآن تحديدها وتعديلها بواسطة الأدوية وتعديل نمط الحياة ، الا أن هناك اعراضا تنذر بالإصابة المستقبلية بأمراض القلب مثل ضعف الانتصاب الذي من شأنه أن يقلل بقدر كبير من الإصابة بهذه الأمراض ويحد من وفياتها ، وعلي ذلك يكون لتشخيص ضعف الإنتصاب أهمية قصوي في المجتمعات التي لا يتم فيها الكشف الدوري علي الرجال ، ولا يلقي تشخيص وعلاج عوامل الخطورة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية العناية الكافية . 

ومن ناحية أخري اصبح ضعف الانتصاب من أكثر الأمراض شيوعا حيث تقدر نسبة حدوثه بنحو 19% من الرجال من جميع الأعمار ونحو 52% من الرجال فوق سن الأربعين وسبب ضعف الانتصاب في الغالبية العظمي من هؤلاء الرجال ترجع لخلل في الأوعية الدموية للقضيب ن ومن الملفت للنظر أن امراض القلب والأوعية الدموية هي أكثر الأمراض شيوعا ً بين مرضي ضعف الإنتصاب حيث تبلغ 52%متفوقة بذلك علي مرض السكر الذي تبلغ نسبته في مرضي الإنتصاب 49%وارتفاع ضغط الدم وتبلغ نسبته 35% والتدخين وتبلغ نسبته 15% والسمنة وتبلغ نسبتها 24% .

وترجع العلاقة الوثيقة بين أمراض القلب وضعف الانتصاب لأن عوامل الخطورة المسببة لكلا المرضين واحدة وتتمثل في التقدم في السن وخلل الدهون في الدم وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر والتدخين والسمنة وقلة ممارسة الرياضة والأغذية مرتفعة الدهون وكذلك مقاومة الأنسولين ومتلازمة التمثيل الغذائي .. وعوامل الخطورة هذه تؤدي لخلل في وظيفة طبقة الأندوثليم المبطنة للأوعية الدموية بالشرايين التاجية للقلب والمبطنة كذلك للفراغات الدموية بالجسم الكهفي بالقضيب مما يؤدي لحدوث امراض القلب وضعف الانتصاب ويؤدي هذا الخلل الوظيفي في طبقة الاندوثليم لقلة انطلاق غاز اكسيد النيتريك المسؤول عن انبساط شرايين القلب والذي يبدأ سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تنتهي بانبساط العضلات الملساء المحيطة بالفراغات الدموية بالجسم الكهفي للقضيب وحدوث الانتصاب .

وتسبق الاصابة بضعف الانتصاب أمراض القلب في معظم المرضي بنحو عامين أو ثلاثة ويرجع سبب ذلك لصغر قطر شرايين القضيب بالمقارنة لشرايين الجسم الأخري مما يجعل اصابتها بالضيق يحدث في وقت مبكر وكذلك لأن القضيب عضو غني بالفراغات الدموية وخلايا الأندوثليم والعضلات الملساء مما يعجل بحدوث الخلل الوظيفي مقارنة بالأعضاء الأخري . 

       وقد قدر بحث طبي لأكثر من 2600 رجل أن الاصابة المستقبلية بأمراض القلب خلال 10 أعوام تزيد بمعدل 65% في مرضي الضعف الجنسي عند مقارنتهم بالاصحاء وكذلك تزيد الاصابة بالسكتات الدماغي لمرضي ضعف الانتصاب بنحو 43% عند مقارنتهم بالأصحاء .

       وفي بحث آخر تناول 4500 رجل من الأصحاء تم متابعتهم كل ثلاثة اشهر لمدة عشر سنوات لتشخيص حدوث مرض القلب وضعف الإنتصاب وجد أن حدوث ضعف الإنتصاب مؤشر مهم لحدوث أمراض القلب وأن ضعف الإنتصاب يسبق حدوث أمراض القلب في معظم المرضي . وفي بحث آخر تناول مرضي السكر من النوع الثاني والذين لا يعانون من أي أعراض قلبية بلغت نسبة قصور الشرايين التاجية عند تشخيصها بواسطة القسطرة القلبية بنحو 34%في مرضي ضعف الإنتصاب مقارنة بنحو 5% في الرجال ذوي الإنتصاب الطبيعي ، وعلي ذلك فيمكن التكهن بالإعتلاج القلبي الصامت في مرضي السكر ضعيفي الإنتصاب .

      ويصاحب الأداء الجنسي زيادة في المجهود المبذول بواسطة القلب وكذلك ارتفاع في معدل ضربات القلب وارتفاع في ضغط الدم مما قد يزيد احتمال الإصابة بالأزمات القلبية بالنسبة لمرضي القلب ولذلك من الضروري لهؤلاء المرضي مراجعة الأطباء لتقدير قدرة تحملهم للمجهود المبذول اثناء الجماع لمراجعة الطبيب ايضا أهمية في تعديل عوامل الخطورة للإصابة بضعف الإنتصاب وأمراض القلب وكذلك استبدال الكثير من أدوية القلب التي تؤثر علي القدرة الجنسية مثل أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم ومدرات البول ومثبطات بيتا . 

       وقد اثبتت الدراسات أن أدوية علاج ضعف الإنتصاب من مثبطات النوع الخامس لإنزيم فوسوف دايستريز مثل الفياجرا لها تأثير جيد لتحسين وظائف طبقة الأندوثليم وبالتالي تحسين وظائف الأوعية الدموية في الجسم بصفة عامة ولذلك تستخدم هذه الأدوية الآن في علاج الكثير من أمراض القلب مثل ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي وهو مرض مميت وليس له علاج سوي عقار الفياجرا وكذلك هبوط القلب وضيق الشرايين الطرفية المعروف بمرض رينودز . وتتحسن هذه الوظائف كذلك عن طريق انقاص الوزن وممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين وضغوط العمل والحياة . 

      ومما تقدم يتضح أن ضعف الإنتصاب يعتبر ناقوس خطر لأمراض القلب والأوعية الدموية وأن الإهتمام بتعديل نمط الحياة لتلافي عوامل الخطورة السابق ذكرها من أهم عوامل تلافي أمراض القلب ، واذا اخذنا في الاعتبار ان المدة بين الاصابة بضعف الانتصاب وأمراض القلب تتراوح بين السنتين والثلاث سنوات يتضح أن هناك فترة كافية لإنقاذ حياة هؤلاء المرضي إذا أحسن استخدام هذه الفترة . ويتضح ايضا أهمية برامج توعية العامة بأهمية المسارعة بطلب المعونة الطبية عند ظهور ضعف الإنتصاب وكذلك توعية الأطباء بأهمية تشخيص وعلاج عوامل الخطورة عند مرضي ضعف الإنتصاب .

اقرأ ايضاً : سرعة القذف للكبار فقط