مقبرة الدم Blood Cemetery

بسم الله **** الكبد .. مقبرة الدم ومصنع إنتاج ومستودع ذخائر الكبد مقبرة الدم Liver Blood Cemetery إن للكبد أهمية عظ...

بسم الله

****

الكبد .. مقبرة الدم ومصنع إنتاج ومستودع ذخائر

الكبد مقبرة الدم

Liver Blood Cemetery

إن للكبد أهمية عظمى لا تكفينا صفحات وصفحات لذكرها أو لشرح جزء منها .

قبل أن نتحدث عن أهمية الكبد :

نقول : أن الإنسان لا يستطيع أن يحيا بدون هذا العضو الهام ، حتى إذا أصيب بمرض يعوق وظائفه ، مثل تليف الكبد أو التهاب الكبد الفيروسى ، فإن المريض يشكو من متاعب كثيرة ، وحين يتوقف الكبد عن العمل أو تتدنى كفاءته ، فإن هذا يؤدى إلى وفاة المريض ، فالكبد يعتبر دعامة أساسية للحياة ، كما يعتبر حصناً منيعاً يدفع الأذى عن أجسادنا .

كما نسميه أيضاً مقبرة الدم .

والكبد كمصنع إنتاج له وظائف إنتاجية عديدة:

• فهو يقوم بتصنيع مواد كثيرة يحتاجها الجسم فى تشغيل عمليات حيوية عديدة من بناء وهدم ومقاومة للأمراض والميكروبات والسموم ، حيث يستقبل الكبد المواد الأولية للبناء من نواتج هضم الطعام .

هذه المواد تمتص بواسطة أوعية خاصة تقوم بتوصيل نواتج الهضم ، مثل الأحماض الأمينية والدهنية والسكريات ، إلى الكبد الذى يجرى تغيرات كيميائية عديدة على المواد الأولية ليتكون منها العديد من المواد الضرورية لحياة وصحة الإنسان .

الأحماض الأمينية :

• وهى أحد نواتج الهضم ، يستقبلها الكبد ويقوم بتحويلها إلى بروتينات متنوعة ، مثل بروتينات الدم التى تؤدى وظائف حيوية عديدة ، والبروتينات اللازمة لعملية تخثر الدم " تكوين الجلطة " 

.. وغيرها من البروتينات .

• ويستقبل الكبد أيضاً الأحماض الدهنية ويقوم بتحويلها إلى مركبات تسهم فى توليد الطاقة الحرارية التى يحتاجها الجسم فى مختلف وظائفه ، ومن الحموضة الدهنية يقوم الكبد بتصنيع مركبات دهنية تدخل فى تكوين أغشية الخلايا ، وهى الكوليسترول والدهنيات الفسوفورية .

ومن وظائف الكبد أيضاً :

• أنه يحول السكر إلى جليكوجين يختزن فى الكبد واستخدامه كمصدر للسكر فى حالة نقص السكر فى الدم ( الصيام مثلاً ) .

 كما يقوم الكبد بتحويل السكر إلى دهون تختزن فى الأنسجة الدهنية للجسم ( الدهون الموجودة تحت الجلد مثلاً ) لاستخدامها كمصدر للطاقة وقت الحاجة إليها .

 • ويستطيع الكبد أيضاً أن يحول البروتينات الزائدة 

( والتى نحصل عليها من اللحوم مثلاً ) ألى دهون تختزن فى الجسم كمصدر للطاقة .

• ويعتبر الكبد من أهم الأعضاء التى تسهم فى تنظيم مستوى السكر   فى الدم:

 فحينما يصل السكر من الجهاز الهضمى إلى الكبد ، فإن الكبد يقوم بتوزيع السكر إلى الأعضاء التى تحتاج إلى السكر فى توليد الطاقة وتشغيل وظائفها ، مثل العضلات القلب والمخ .

وحينما يزداد مستوى السكر فى الدم ، فإن السكر الزائد يختزن فى الكبد بواسطة عملية كيميائية معقدة على هيئة جليكوجين 

( نشا حيوانى ) .

• ويعتبر الجليكوجين المختزن فى الكبد - وفى العضلات أيضاً - هو رصيد السكر فى الجسم ، حيث يرسل الكبد جزءاص من هذا الرصيد أو كله إلى الدم حينما ينخفض مستوى السكر فى الدم .

• وفى حالة التوقف عن تناول الطعام لفترة زمنية

 ( فى الصيام مثلاً ) 

• حيث يؤدى الإحساس بالجوع إلى إفراز هورمون الأدرينالين الذى يساعد فى تحويل جليكوجين الكبد والعضلات إلى سكر يصب فى الدم الذى يقوم بتوزيعه إلى الأعضاء التى تحتاج إلى السكر .

أى أن الكبد فى هذه الحالة يعمل بمثابة مركز إسعاف يمد الدم بالسكر فى الحاجة إلية .

• وحينما نأكل الطعام ويرتفع مستوى السكر فى الدم ، فإن الكبد يستقبل السكر الزائد ويقوم بتحويله إلى  جليكوجين يختزن فى الكبد ، حيث يقل إفراز هرمون الأدرينالين فى حالة الشبع ويزداد إفراز هرمون الإنسولسن الذى يساعد على تحويل السكر الزائد إلى جليكوجين .

• ويستطيع الكبد تصنيع السكر من مصادر غير المواد السكرية والنشوية ، مثل البروتينات والدهون .

• بالإضافة إلى أن الكبد يعتبر مستودعاً مهماً للسكر ، فإنه يعتبر أيضاً مستودعاً لعناصر غذائية أخرى يحتاجها الجسم ، مثل :

فيتامينات أ ، د ، ك ، ب 12 ، والعناصر المعدنية مثل الحديد ، حيث يقوم الكبد بإمداد الدم بهذه العناصر الغذائية فى حالة الحاجة إليها ، ويتم فى الكبد إنتاج فيتامين " أ " من مادة الكاروتين الموجودة فى الأطعمة النباتية ، مثل :

الجزر ، أى أن الكبد يعتبر مصنع إنتاج ومخزناً وموزعاً للفيتامينات .

ومن الأشياء التى ينتجها الكبد أيضاً :

• العصارة الصفراوية  

 التى تساعد على هضم الدهون التى تصل إلى الجهاز الهضمى ، حيث يوجد بالكبد أنسجة خاصة يتم فيها تكوين العصارة الصفراوية ، التى تنتقل عبر قنوات خاصة حتى تصل إلى :

 الكيس الصفراوى ( المرارة ) وهو مستودع يختزن فيه العصارة الصفراوية لحين الحاجة إليها فى هضم الدهون ، حيث يصب الكيس الصفراوى هذه العصارة فى الأمعاء على أثر وجود أطعمة دهنية فيها ، وحينما تختلط العصارة بالدهون فإن إنزيم ليبيز Lipase  الموجود بها يساعد فى هضم الدهون كى تتحول إلى مواد بسيطة وسهلة الإمتصاص ، وهى الأحماض الدهنية .

 وتساعد العصارة الصفراوية أيضاً فى امتصاص الأحماض الدهنية من الأمعاء إلى الدم .

ويعتبر الكبد أيضاً مستودعاً للدم حيث يمد الكبد الجسم بقدر وافر من الدم فى حالة الحاجة إليه .

كيف يتخلص الكبد من السموم والميكروبات ؟

• يعتبر الكبد الصخرة التى تتحطم عليها الميكروبات والتى تسبب الأمراض ، كما أن له القدرة على تحويل الكيميائيات السامة والغريبة إلى مواد أقل ضرراً أو عديمة النفع تستخرج من الجسم عن طريق الكليتين وأعضاء الإخراج .

فحينما تفلت لعض الميكروبات من خطوط الدفاع الموجودة فى الجهاز الهضمى ، والتى تحدثنا عنها من قبل ، فإن هذه الميكوربات تهاجم بخلايا متخصصة فى التهام الميكروبات تسمى الخلايا الآكلة ، أو كوبفر Kuppfer's cells ، وهى خلايا لها القدرة على ابترع الميكروبات التى تصل إلى الكبد ، حيث تصب هذه الخلايا غلى الميكروبات إفرازات هاضمة تقضى عليها .

وتعتبر خلايا كوبفر الحصن الذى يتحطم بداخله عدد كبير من الميكروبات ، حيث يفلت هذا الحصن 1 % فقط من الميكروبات التى تصل إلى الكبد ، وتقابل هذه الميكروبات بعد خروجها من الكبد بأسلحة أخرى موجودة فى الدم وفى أجهزة أخرى وسوف نتحدث عنها بعد ذلك .

• ولا يقتصر دور الكبد على هذا الحد فى مقاومة الميكروبات :

 بل إنه يسهم فى إنتاج مواد تساعد على رفع مستوى المناعة بالجسم ، وهى بروتينات المناعة ، التى تؤدى دواص فعالاً فى القضاء على الميكروبات .

ومن ناحية أخرى :

فإن الكبد يعتبر أهم عضو من حيث فعاليته ضد السموم والمواد الكيميائية الغريبة ، فهذه المواد حينما تصل إلى الكبد عن طريق الجهاز الهضمى أو الدم أو الرئة أو الجلد أو الأغشية ، فإنها تواجه عمليات كيميائية متعددة ومعقدة ، ومن شأنها تحويل السموم والمواد الضارة إلى مواد عديمة أو قليلة السمية يتم طردها من الجسم بواسطة أجهزة الإخراج ، وبخاصة الكلى .

• فأجسامنا فى حالة تعرض دائم للسموم والمواد الضارة التى تصل إلى الكبد من داخل الجسم وخارجه ، فهناك عمليات كيميائية عديدة تجرى فى مختلف أعضاء الجسم ، وقد يترتب على هذه العمليات تكوين مواد ضارة قد تؤدى إلى حدوث الأمراض والعلل ، وبالرغم من أن الجسم فى حالة مستمرة من إنتاج هذه المواد الضارة ، إلا أنه فى حالة مستمرة أيضاً من تحويل هذه السموم إلى مواد آمنة لا تمثل خطورة على الجسم ، فالصبغة الصفراوية Billirubin مثلاً التى تنتج داخل الجسم على آثر هدم هيموجلوبين الدم

 - ومن هنا اخترت تسمية مقبرة الدم - 

• تسَّبب حدوث المرض إذا زاد مستواها عن حد معين ، وهذه الزيادة تحدث فقط فى الحالات المرضية ، أما فى الحالات الطبيعية :

فإن ما يتكون من الصبغة الصفراوية الضارة يتحول أول بأول إلى مكبات تختلط بالعصارة الصفراوية التى تصب فى الجهاز الهضمى ، حيث تستخرج مركبات الصبغة الصفراوية عن طريق البراز .

أما السموم والمواد الكيميائية فإنها تتعرض لعمليات كيميائية متعددة ومتنوعة تجرى أساساً فى الكبد من شأنها تحويل المواد السامة إلى مواد قليلة أو عديمة السمية تصل من الكبد إلى الدم ومنه إلى أعضاء الإخراج ، مثل الكلى ، التى تقوم بتخليص الجسم من هذه المواد .

***

د. أمانى سيف الدين الأزرق